يعد توكيل محامي مختص أمراً مهماً. بالرغم من أنه لا بأس بأن يحاول المرء أن يوفر في النفقات ليدخر بعض المال… و لكن في المسائل القانونية، فإن محاولة المرء أن يتصرف بمفرده، سيؤدي في الغالب إلى المزيد من التكاليف الباهظة. فما الذي يجعل توكيل محاميا مختصا مهما إلى هذا الحد؟
هناك عدة أسباب تدفعك لتجنب تولي شؤونك القانونية بمفردك، لأنه مهما بلغت خبرتك القانونية، فلا غنى عن توكيل محام. لذلك نقدم فيما يلي أهم الأسباب التي تجعل انخراط المحامين في شؤونك القانونية أمرا لا غنى عنه.
المحامون مفاوضون محترفون.
مهما بدت قضيتك صعبة، والحكم فيها نهائي، والمحامي غير ضروري، فإن هذا لا يعني أن بإمكانك الاستغناء عن توكيل محام. فالمحامون مفاوضون متمرسون، وقد يتمكنون من تخفيف مدة ألمحكوميه أو حتى نقض الحكم من أساسه إذا لم تكن إدانتك صحيحة. لذلك يبقى المحامي ضروريا حتى لو اعتقدت أن الأمور قد حسمت.
المحامون يتمتعون بخبرات قانونية كبيرة.
لكل قضية مهما بدت بسيطة وواضحة عشرات التفاصيل الجانبية التي لا يستطيع إدراكها سوى المحامي. لأنك عندما توكل محاميا، فإنه يعكف على مراجعة قضيتك إلى أن يصبح ملما بكافة تفاصيلها سواء كانت خفية أم ظاهرة. لكن الكثير من الناس لا يعرفون أن هذه التفاصيل الصغيرة قد تكون سببا في تغيير مسار القضية وبالتالي الحكم فيها. لذلك لا تزعج نفسك بهذه التفاصيل ودع المحامي يقوم بذلك بالنيابة عنك.
المحامون منظمون.
هناك تسلسل متعارف عليه في إجراءات التقاضي والترافع أمام المحاكم. لذلك إذا لم تكن على دراية بهذه الإجراءات فإن الفوضى ستعتري قضيتك من بدايتها وحتى صدور الحكم فيها. أما المحامي، فإنه يحفظ كافة هذه الإجراءات عن ظهر قلب ويلتزم بها بشكل عفوي وتلقائي. وهذا ما سيجعل قضيتك تسير وفق إجراءات منتظمة وواضحة قد يكون لها أكبر الأثر في تحسين موقفك أمام القضاء.
المحامون على دراية بالقواعد السلوكية.
عندما يجتمع القضاة والمحامون والموكلون داخل قاعة المحكمة، فإن هناك إجراءات وقواعد سلوكية لابد من الالتزام بها وفق ترتيب مقرر. ومن ذلك قواعد عرض الأدلة واستدعاء الشهود ومخاطبة القضاة. وهناك فرق كبير يمكن أن يحدث على مسار القضية من جراء الالتزام بالقواعد السلوكية داخل قاعة المحكمة أو عدم الالتزام بها. لذلك فإن المحامي هو الشخص الأنسب إن لم يكن الوحيد الذي يستطيع الالتزام بهذه القواعد بشكل يحسن من موقفك القانوني.
القانون معقد للغاية.
تتسم بنود القوانين بالتعقيد الشديد، لأن القوانين في العادة تكون مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تحتاج إلى خبرة كبيرة لفهم معناها. لذلك فدراسة المحاماة مختلفة عما سواها بسبب كثافة المادة الأكاديمية والاختبارات التي يجب على المحامين اجتيازها للحصول على شهادة المحاماة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المحامين يتمتعون بشبكة كبيرة من العلاقات والمعارف والمصادر. ومن شأن تلك الشبكة أن تساعدهم على تفسير أي تفاصيل أو مصطلحات معقدة، وهو ما يستحيل على الإنسان العادي فعله. لذلك لا تزعج نفسك في محاولة فهم البنود القانونية بكل تفاصيلها، لأن محاميك هو أقدر منك على ذلك.
موقف خصمك.
إن تخليك عن توكيل محام بسبب اعتقادك أنك قادر على تولي شؤونك القانونية بنفسك لا يعني أن خصمك سيقوم بالمثل. لأن الخَصْم في معظم الأحيان يوكل محاميا محترفا يستطيع قلب مسار القضية لمصلحته. لذلك لا تذهب إلى قاعة المحكمة إلا وانت متسلح بمحام مؤهل يعرف كيف يقوم بعمله.
العواطف لا تربك المحامين.
يتصف الإنسان الذي يتولى شؤونه القانونية بنفسه بمعالجة الأمور من منظور عاطفي لأنه يكون مقتنعا بأنه على حق. لكن هذا الجانب العاطفي في شخصيته قد يؤدي إلى الإخلال بمسار القضية وتوجيهها في الاتجاه الخاطئ. أما المحامي، فهو بعيد كل البعد عن التأثر بالنواحي العاطفية، وهذا ليس أمرا سلبيا، بل هو مِيزة. لأن المحامي في هذه الحالة هو أقدر من صاحب القضية على النظر إلى تفاصيل القضية بوضوح دون أي مؤثرات. لذلك توكيل محامي مختص يساعدك في الحفاظ على توازنك عند المضي في الإجراءات القانونية وعند الوقوف أمام القاضي.