عندما يطرق العميل باب مكتب المحامي، فإن هذا يعني أن العميل قد اختار هذا المحامي بالذات ليوكله عن قضيته، وما يحدث بعد ذلك هو إجراءات قانونية تقنية لإتمام التوكيل وبدء مسار القضية. لكن في عالم جديد، أصبحت فيه خِدْمَات المحاماة تقدم عن بعد جنبا إلى جنب مع الطريقة التقليدية، فإن المقابلة الاستشارية الأولى تعتبر العامل الحاسم الذي يحدد فيها إذا كان موكلك المحتمل سيقوم بتوكيلك فعلا، أو سيواصل بحثه عن محام آخر. ولذلك، نحاول في هذا المقال أن نورد أهم الإرشادات التي تساعد المحامين وخاصة المبتدئين منهم على كسب المزيد من الموكلين، وتحقيق المزيد من النجاحات.
كيف تستعد لمقابلة موكلك المحتمل؟
- المعاينة المسبقة
المعاينة المسبقة هي إجراء يستبق المقابلة الاستشارية الأولى بطرح أسئلة تمهيدية على الموكل للتأكد من ملائمته لتخصصك ولنوع الخدمة التي تقدمها. وبناء على إجابات العميل يمكنك أن تقرر ما إذا كنت ستجري معه المقابلة الأولى أو تعتذر عن خدمته.
- التحقق من عدم تضارب المصالح
قبيل إجراء المقابلة الأولى مع موكلك المحتمل عليك التأكد من عدم وجود تضارب في المصالح أو أسباب مانعة تحول بينك وبين تقديم خدماتك له. لذلك عليك توجيه مجموعة أخرى من الأسئلة إليه للتأكد من أن الخدمة التي يطلبها تتوافق مع القوانين السارية، وأن تقديم الخدمة لن يتعارض مع مسار عملك مع موكل آخر.
- إعداد الأسئلة والأجوبة
عند هذه المرحلة تكون قد اتخذت قرارا نهائيا بمقابلة موكلك المحتمل، وهنا يجب عليك إعداد الأسئلة التي ستوجهها لموكلك المحتمل فيما يتعلق بالقضية. كما ينبغي لك إعداد كافة الإجابات على الأسئلة التي تتوقع أن يطرحها عليك.
- إرسال بريد إلكتروني للتأكيد والتذكير
قد يكون موكلك المحتمل كثير المشاغل أو قد يغفل بعض التفاصيل. لذلك فإن إرسال بريد إلكتروني يتضمن معلومات تفصيلية عن موعد المقابلة الاستشارية باليوم والتاريخ والساعة فضلا عن رابط المقابلة سيساعدك على ضمان حضور موكلك المحتمل في الموعد.
ما هي الأسئلة التي يجب عليك توجيهها لموكلك المحتمل في المقابلة الاستشارية الأولى؟
فيما يلي نورد عينات من الأسئلة التي يمكنك توجيهها لموكلك المحتمل في المقابلة الاستشارية الأولى لفهم قضيته وتشجيعه على توكيلك.
هل تسمح لي بإعادة تأكيد التفاصيل التي أوردتها قبل المقابلة؟
يهدف هذا السؤال إلى إدخال موكلك المحتمل في أجواء المقابلة بشكل سلس ومريح. كما يتيح لك التأكد من المعلومات والتفاصيل التي أوردها سابقا.
أرى أنك تواجه مشكلة في هذا الشأن، هل يمكنك اطلاعي على المزيد من التفاصيل؟
يهدف هذا السؤال إلى إتاحة الفرصة أمام موكلك المحتمل للتحدث بحرية عن قضيته، تجنب إلقاء الفرضيات أمام موكلك المحتمل حتى لا توجهه نحو الحديث عن قضيته وفق رؤيتك، دعه يتحدث بالشكل الذي يراه مناسبا، وإذا كان هناك بعض الضبابية في كلامه، فيمكنك دائما طرح المزيد من الأسئلة بغرض الاستيضاح.
هل وكلت محاميا من قبل؟ وهل سبق لك توكيل محامٍ آخر في هذه القضية بالتحديد؟
تكشف إجابة موكلك المحتمل على هذا السؤال عن ما يتوقعه منك إن هو وكلك في قضيته. وعن قدرتك على الوفاء بهذه التوقعات، وعن السبب الذي دفع بموكلك المحتمل لترك محاميه السابق.
ما هي المساعدة التي يمكنني تقديمها لك في هذه القضية؟
يساعدك هذا السؤال على تحديد المسار الذي ستسلكه لمعالجة القضية.
هل لديك أي معلومات أو مستندات إضافية قد تفيدنا في هذه القضية؟
يكشف هذا السؤال عن العديد من المعلومات والمستندات التي قد يكون موكلك المحتمل أخفاها بقصد أو بدون قصد.
ما هي الأسئلة التي يمكن أن يطرحها موكلك المحتمل عليك؟ وما هي طريقة الإجابة عليها؟
لا تقتصر المقابلة الاستشارية الأولى على أسئلة تطرحها أنت على موكلك المحتمل. فهو أيضا له أسئلته التي سيطرحها عليك في أثناء المقابلة. فيما يلي ثلاث أسئلة شائعة قد يطرحها موكلك المحتمل عليك ويجب أن تكون مستعدا للإجابة:
- ما الذي يتوجب علي فعله بعد ذلك؟
بعد أن تفهم تماما ما يريده موكلك المحتمل منك، يأتي دورك لتشرح له بالتفصيل مسار القضية والجدول الزمني والتكلفة.
- ما هي الإجراءات القانونية المتبعة؟
بعد توكيلك، سيرغب موكلك في الاطلاع على الاجراءات التي سيتم اتخاذها، وعليك توضيحها له بالتسلسل وبشكل سهل وميسر.
- هل يمكنني الحصول على مزيد من المعلومات عن قضيتي؟
في مراحل متقدمة، سيطلب منك موكلك الاطلاع بشكل دائم على آخر المستجدات المتعلقة بقضيته. وعليكما معًا أن تتوصلا إلى طريقة لفعل هذا بشكل لا يأخذ الكثير من وقتك، ويبقي موكلك في نفس الوقت مطلعا على ما يحدث باستمرار.
خطوات المقابلة الاستشارية الأولى
- اجعل موكلك المحتمل يشعر بالراحة ويتحدث عن قضيته بالشكل الذي يراه مناسبا مع إظهار أقصى درجات التعاون والاهتمام.
- انتبه للإشارات غير اللفظية التي تصدر عن موكلك المحتمل خاصة تلك التي تشير إلى الملل أو عدم الفهم. واعمل على إصلاح الوضع.
- استمع أكثر مما تتحدث. ففي المقابلة الأولى يكون هناك الكثير مما يرغب موكلك المحتمل بقوله لك، وعليك أن تفسح له المجال لذلك.
في هذا السياق، تأتي منصة “وكِّل” لتقود هذا التحول في تقديم خِدْمَات المحاماة وغيرها من الخِدْمَات الاستشارية والقانونية عبر أدواتها المتقدمة، وطريقة عملها التي تتميز بالسلاسة. وهي تطمح في المرحلة الأولى لأن تصبح وجهة للمحامين وموكليهم المحتملين في المملكة العربية السُّعُودية. فنحن نسعى لأن نكون حلقة وصل بين المحامين المرخصين في المملكة العربية السُّعُودية من جهة، وبين الباحثين عن الاستشارات أو الخِدْمَات القانونية في المملكة العربية السُّعُودية من جهة أخرى.
نعتبر أن كل محام ينضم إلى منصة “وكِّل” هو ركن مهم فيها. وأحد عوامل نجاحها، لذلك فنحن شديدو الحرص على نجاح المحامين الذين ينضمون إلى منصتنا، لأن نجاحهم بالضرورة هو نجاح للمنصة. لهذا أوردنا الإرشادات أعلاه لنضمن للمحامين المشتركين في منصة “وكِّل” الحصول على موكلين بشكل مستمر لتحقيق النجاح والازدهار على المستوى المهني.
الخلاصة
- المقابلة الاستشارية الأولى مع موكلك المحتمل هي مفتاح نجاحك في دفعه لتوكيلك، لذلك عليك الاستعداد لها جيدا.
- من المهم الاستماع جيدا لموكلك المحتمل وإفساح المجال أمامه للتحدث بالطريقة التي يراها مناسبة جنبا إلى جنب مع إظهار أقصى درجات التعاون والاهتمام.
- التواصل الفعال والملائم مع موكلك يعطيه شعورا بالاطمئنان ويعزز من حضورك وسمعتك كمحام موثوق.