من السهل الوقوع في المشاكل القانونية، خاصة في مجال الأعمال والشراكات والترتيبات المالية. فمعظم الناس ليسوا ذوي خبرة بالمواد القانونية، وبالتالي فقد يخالفون القانون دون أن يلاحظوا أنهم فعلوا ذلك. ولكن تجنب الوقوع في المشاكل القانونية هو أمر سهل كذلك. فيما يلي نقدم بعض الإرشادات التي ستجنبك معظم المشاكل القانونية التي يقع فيها الناس.
أول هذه الإرشادات هو التواصل الفعال
الذي يضمن أن تكون كافة الأطراف على دراية بالمتوقع منها وفق جدول زمني محدد. اذكر بوضوح المدة التي تحتاجها لإتمام المهام أو المشاريع الموكلة إليك. وإذا شعرت بأنك لن تتمكن من الالتزام بالجدول الزمني المحدد لسبب أو لآخر، فاحرص على إشعار كافة الأطراف بذلك. ومن المهم أيضًا تسجيل مراحل الإنجاز والأطر الزمنية كتابةً، وهذا يقودنا إلى أحد عناصر التواصل الهامة ألا وهو التوثيق. فالتوثيق هو الذي يضمن عدم حصول سوء التفاهم الذي ينجم عنه النزاع القانوني في العادة. وفي حين أنه لا يمكن توثيق بعض الترتيبات الأساسية إلا بعقد كامل، فإن الإجراءات الروتينية يمكن توثيقها بنموذج بسيط. كما يمكن أن نعتبر أن الاحتفاظ برسائل البريد الإلكتروني هو أحد أنواع التوثيق. وكلما كان التوثيق رصينا وشاملا لكافة الجوانب، قلت فرص حدوث النزاعات والمشاكل القانونية.
ثاني هذه الإرشادات هو ببساطة تجنب المواجهات غير الضرورية.
فإذا حدث خطأ ما، بادر وكن أول من يفصح عنه، و وضح الأسباب التي حالت بينك وبين إنجاز المطلوب. ففي معظم الحالات يكون لدى الطرف الآخر رحابة صدر كافية ليتفهم سبب تقصيرك ويبحث معك سبل إصلاحه دون اللجوء للقضاء. إننا لا نشجعك بهذا على التساهل في الالتزام بالاتفاقات، نحن فقط نشجعك على الجرأة في الإفصاح والاعتذار ثم الإصلاح. فقولك لكلمة “آسف” وإصلاح الخلل، أقل كلفة بكثير من سماعك لكلمة “إبلاغك” برفع دعوى ضدك من قبل الطرف الآخر. لا تحاول إخفاء التقصير أو التغطية عليه، فذلك ينسف الثقة بينك وبين الطرف الآخر وينتهي بك إلى ساحات القضاء.
الأمر الثالث هو عدم الحصول على الاستشارة القانونية إلا من محام أو متخصص في الشؤون القانونية. فلا تعالج شؤونك القانونية بمقارنتها بالتجارب السابقة للآخرين، فما يصلح لغيرك لا يصلح لك بالضرورة حتى ولو تشابهت القضايا. عليك التركيز على فعل ما يتوجب عليك بشكل صحيح، فإذا اشتبه عليك أمر قانوني، فعليك باستشارة محاميك فقط. قد تكون الخبرة مفيدة، وكذلك البحث في الأنترنت، لكن لا شيء يمكن أن يحل محل نصيحة يقدمها لك محامٍ مؤهل وخبير.
الأمر الرابع الذي يجب الاهتمام به هو التزامك بتعهداتك. يعد الالتزام بإتمام المهام والمشاريع في الوقت المحدد طريقة مثالية لتجنب المشاكل القانونية. ومن المهم للغاية في هذا الصدد امتلاك ما يثبت التزامك بتعهداتك. ومن ذلك إيصالات الدفع وإقرارات الاستلام أو مجرد بريد إلكتروني لإشعار الطرف الآخر بأنك قد نفذت ما التزمت به.
وآخر وأهم هذه الإرشادات هو ألا تكون هجوميا وقاسيا في تعاملك مع الآخرين. فلا تسارع بمقاضاة من تعمل معهم لمجرد إخلال بسيط بالشروط. وتذكر أن الخطأ وارد على الدوام، وأن رفاق العمل يجب أن يميلوا إلى التفاهم أكثر من التقاضي. وقد يفيد في هذا المجال تذكر القاعدة الذهبية التي تقول “ضع نفسك مكان الآخرين”. وإذا وضعت كل هذا بعين الاعتبار، فإنك ستتجنب معظم المشاكل القانونية التي تنجم عن بيئة العمل.
الخلاصة
تذكر هذه الكلمات: التواصل، التوثيق، النزاهة، الالتزام وتفهم الآخرين. ضع هذه الكلمات دائما في عين الاعتبار وستتجنب بفضلها معظم المشاكل القانونية التي يمكن أن تواجهها إن لم يكن كلها. وإذا اشتبه عليك أمر قانوني، فلا تستشر إلا محاميا، فهو خير من تلجأ إليه في هذا الشأن.