التغيير بصفة عامة من أكثر الأمور التي تسبب الإرباك والقلق للإنسان. لذلك يحاول الإنسان تجنب التغيير ما أمكنه ذلك، لكن تجنب التغيير مستحيل. وإذا كانت التغيرات العادية تزعج الإنسان، فكيف بالتغيرات التي تطال عمله ومصدر رزقه؟ وتغيير الوظيفة أو مكان العمل هو ككل أنواع التغير في حياة الإنسان، لا يمكن تجنبه. لأن الإنسان يحاول دائما تحسين دخله ومستواه الاجتماعي، وهذا يرتبط في معظم الحالات بالانتقال لوظيفة جديدة.
إن الانتقال لوظيفة جديدة أمر مزعج وغير مريح، لأنه ينطوي على الكثير من الترتيبات والمفاوضات. لكننا في هذا المقال نحاول أن نقدم لك بعض الإرشادات التي قد تجعل خوضك لهذه التجربة أقل صعوبة.
نصائح قانونية عند الانتقال لوظيفة جديدة :
1. مراجعة عقد العمل
عند اتخاذك لقرار تغيير مكان عملك، فإنه من المهم جدا مراجعة عقد العمل الذي قمت بتوقيعه عند تعيينك. وتأتي أهمية هذا الأمر من احتواء العقد في العادة على البنود التي تحدد إجراءات إنهاء العقد ومغادرة مكان العمل. أما إذا كنت تشغل منصبا حساسا، فمن المرجح أن تكون قد أبرمت اتفاقات تقييدية إضافية تحد من قدرتك على الانتقال. لذلك يجب عليك التأكد من أنه ليس في هذه الاتفاقات ما يمنعك من الانتقال السلس إلى مكان عمل آخر. ومن أمثلة هذه الاتفاقات، اتفاق السرية، اتفاق عدم الإفصاح، واتفاق إعادة الحصص السهمية.
من المفترض أن يكون لديك بالإضافة إلى نسخة عقد العمل، نسخ عن أي اتفاقات إضافية. لكن العديد من الموظفين لا يهتمون بهذه الناحية ويكتفون بالحصول على نسخة من عقد العمل. لذلك احرص عندما يقترب موعد انتقالك إلى مكان العمل الجديد على الحصول على نسخ من هذه الاتفاقات الإضافية. لكن عليك أن تحصل عليها بطريقة دبلوماسية لا تثير الشكوك، ثم تراجعها للتأكد من عدم إعاقتها لانتقالك. وإذا وجدت بعض العوائق، فعليك العمل على إزالتها قبل اقتراب موعد انتقالك إلى مكان العمل الجديد.
2. كن صادقًا.
ليس هناك من داع لأن تتطوع من تلقاء نفسك وتخبر الشركة بأنك تنوي مغادرتها. لكن إذا انتهت الأمور إلى أن تبادر الشركة وتسألك عن نواياك، فلا يجب أن تكذب. فالكذب في المقابلات التي تسبق مغادرة العمل يتم كشفه بسهولة حتى لو كان بدافع التهذيب أو تجنب المواجهة. ومن شأن هذا الكذب أن يدفع الإدارة لاتخاذ أقسى الإجراءات التي تجعل انتقالك إلى مكان عمل جديد كابوسا يوميا.
3. الإعادة والإتلاف
في الماضي كانت الشركات تطلب ممن يقدمون استقالاتهم أو يطردوا أن يعيدوا إلى الشركة كل ما يخصها. ويكون هذا في العادة وثائق ورقية وحواسيب وسيارات وهواتف متنقلة منحت للموظف بسبب انتمائه إلى الشركة. وكان الأمر سهلا إلى حد ما، ولا يتطلب سوى القليل من الوقت لتجميع متعلقات الشركة وإعادتها إليها.
لكن الأمر أصعب بكثير في أيامنا هذه، فمعظم متعلقات الشركة هي بيانات إلكترونية، ولا مسار محدد لإعادتها. لذلك عليك أن تعمل بصمت وفي أضيق نطاق على إعادة وإتلاف بيانات الشركة التي بحوزتك قبل حلول موعد انتقالك. تكون بيانات الشركة في العادة مخزنة على الهاتف والحاسوب اللذين منحتهما الشركة لك بصفتك أحد موظفيها. كما يمكن أن تكون مخزنة على أجهزتك الشخصية. لذلك يتوجب عليك إعادة وإتلاف هذه البيانات وفق سياسة الشركة ومع الموظفين المختصين بهذا الأمر تحديدا.
4. اللباقة والتهذيب
من غير الضروري أن تكون مغادرتك لمكان العمل مرتبطة بغضب وضغائن. فرغم أن الانتقال يعطيك فرصة لإفراغ مشاعر الغضب المكبوتة ضد رئيسك في العمل دون أن تخشى العواقب. لكن التصرف بهذه الطريقة وإن كان سيشعرك ببعض الارتياح المؤقت ستكون له آثار شديدة الضرر على المدى الطويل. فاتخاذك لقرار الانتقال من مكان عملك الحالي لا يعني أنك لن تعود إليه. لذلك يجب عليك أن تحافظ على ذات النمط من اللباقة والتهذيب اللذين اعتدت على ممارستهما عندما كنت على رأس عملك. وهذا سيتيح لك الاحتفاظ بعلاقة طيبة مع زملائك ورؤسائك، وهو أمر قد تكون له فوائد جمة في المستقبل.
5. السلوك الأمثل في فترة الإنذار
إن فترة الإنذار أو الفترة الانتقالية التي تفصل ما بين تقديم استقالتك وما بين المغادرة الفعلية تكتسب أهمية خاصة. فمن المهم أن تترك سمعة طيبة في المكان من خلال إبداء استعدادك الدائم للمساعدة بما يخفف من الآثار السلبية لانتقالك. في أغلب الأحيان تعمد الشركة إلى كف يد الموظف المستقيل عن ممارسة الكثير من الواجبات. لكن عرضك للمساعدة يترك أثرا طيبا في نفوس زملائك ورؤسائك حتى ولو لم يسمحوا لك بذلك. وعليك أن تحرص ألا ينظر إليك بأنك ذاك الذي قفز من السفينة وهي تغرق باحثا عنا الأمان.